يندر في محيطات عوالم الفنون البصرية أن تجد أعمالاً فنية لا تشبه إلا نفسها، وبالتالي تنحت مكانتها في ذاكرة المشاهد لتبقى معه. ويتجلى هذا الانطباع لدى زيارة المعرض الفردي «الشعر في الخشب» للنحات والتشكيلي اللبناني شوقي شوكيني المقيم في فرنسا، والذي افتتح بالأمس في غاليري «غرين آرت» بمجمع السركال في منطقة القوز، وذلك ضمن احتفالية افتتاح الغاليريهات لموسمها الجديد من المعارض في دبي.
يتملك الزائر خلال رؤيته منحوتات شوكيني الخشبية منذ عام 1970 وحتى الزمن الحالي، حالة من الألفة مع الأعمال التي تدفعه بين الحين والآخر إلى ملامسة أسطح ومنحنيات وزوايا التكوينات المصقولة، الغنية بالتفاصيل المتناغمة مع الفراغ والضوء، ليشكل كل عمل مقطوعة موسيقية تختلف ألحانها، تبعاً لتجاويف وتداخلات المنحوتة المتناهية بالدقة كرهافة الإحساس بأوتار الكمان، والعريضة الأسطح الأسطوانية أو البيضوية كالصوت العريض لآلة «التشيلو».